هناك الكثير من الحقائق الشهيرة عن سور الصين العظيم.
أبرزها أنه جدارٌ ضخم شُيد لصد هجمات الاعداء و يندرج في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
وربما مر عليكم أنه البناء الوحيد الذي تمكن رؤيته من الفضاء.الخارجي
ويقال أن مجرمين مدانين شاركوا في بنائه. لكن هل كل هذه المعلومات صحيحة?
ليس تماماً. لتعرفوا أيها خرافة واي منها صحيح ?
رافقونا في رحلةٍ للتعرف على سور الصين العظيم.
سور الصين العظيم ليس سوراً أو بمعنى أدق ليس سوراً متصلاً تم بناؤه دفعةً واحدة. الصرح الضخم هو أكبر المشاريع الدفاعية الصينية القديمة. ويتكون في الواقع من عدة أسوارٍ وأبراج مراقبة وممراتٍ استراتيجية تمتد على مساحةٍ شاسعة متنوعة جغرافياً وتمر أجزاءٌ منه عبر الجبال والصحاري والأنهار. بناء السور يعود إلى فترةٍ مضطربة في التاريخ الصيني القديم تعرف بحقبة ممالك المتحاربين. كانت الصين حين ذاك منقسمةً إلى عدة ولاياتٍ تتنازع على السلطة.
حرص كلٌ منها على تشييد أسوارٍ وقلاعٍ ومنشآتٍ دفاعيةٍ مختلفة لضبط حدودها وحماية أراضيها من العدوان الخارجي. لكن فكرة السور العظيم بدأت مع سيطرة سلالة “تشين” التي نجحت في توحيد الممالك المتحاربة وتأسيس أول دولةٍ موحدة ذات سلطة مركزية في تاريخ الصين من أجل تسهيل الادارة والتنقل وجه حاكم البلاد بازالة المنشآت الدفاعية الفاصلة بين الممالك. لكن المناطق الشمالية كانت عرضةً لغارات القبائل المتكررة. فأمر بترميم الأسوار الموجودة على الحدود وربطها لإنشاء سورٍ طويل يمتد لخمسة آلاف كيلو متر تلك العملية تطلبت جهود مئات الآلاف من الجنود والأسرى والمجرمين المدانين. ومع انتهاء حكم سلالة تشين تعاقبت الأُسر الحاكمة على مر القرون على اكمال بناء السور. لذا يلاحظ زواره اختلاف هيكله المعماري وتنوع المواد المستخدمة في بنائه. مع مجاورة الصين لمناطق تسكنها قبائل رعوية شَكل السور حاجزاً لحماية الحقول الزراعية من الهجمات المستمرة. لكنه لم يستطع دائماً الصمود في وجه الجيوش الكبيرة فقد استطاع المغول بقيادة “جنكيز خان”
اختراقه والسيطرة على الصين بأكملها. ورغم أنهم لم يولوا الصورة أهميةً كبيرة من ناحية التحصين العسكري إلا أن اهتموا باصلاحه لحماية التجار والقوافل الذين كانوا يسافرون عبر طرق التجارة المربحة التي أنشأت في تلك الفترة. معظم أجزاء السور الموجودة حالياً تعود لعهد سلالةٍ حين ازدهرت الحضارة الصينية وشهدت البلاد تقدماً معمارياً كبيراً وعمليات ترميمٍ وتوسيع للسور خوفاً الغزوات ومع حلول القرن العشرين صار السور أحد أشهر المعالم الصينية ورمزاً مادياً ومعنوياً لقوة البلاد وصمودها في وجه التدخلات الخارجية. ورغم أن بعض أقسامه قد تضررت بسبب الاهمال أو النهب أو العوامل الطبيعية إلا أنه يظل تحفةً معمارياً ومقصداً سياحياً شهياً تجذب أركانه المختلفة ملايين الزوار سنوياً. ما دفع السلطات إلى تحديد عدد الزوار اليومي لقطاعٍ من السور. لكن هذا لا ينفي وجود بعض المبالغات عنه. فسور الصين العظيم لا تمكن رؤيته من الفضاء أو القمر. وتقول وكالة ناسا أن تمييزه في صور رواد الفضاء قد يكون صعباً اعتماداً على عوامل مختلفة كحالة الغلاف الجوي . هل تتمنون زيارة سور الشين العظيم? شاركونا بعض القصص التي تعرفونها عنه ولا تنسوا الاشتراك في القناة.