عندما تسمع مصطلح غسل الأموال ربما أول ما يخطر في بالك إذا كنت من جيل الطيبين
هو” سأقدم له عرضاً لن تستطيع رفضه “، أما الجيل الأحدث فقد يربط المصطلح بهذه الأفلام و المسلسلات
هذا في السابق طبعاً لكن الوضع اليوم اختلف عما كان عليه ، فعندما نسمع بمصطلح غسل الأموال لم يعد الأمر على الأفلام بل تحول إلى واقع والسبب وراء ذلك بعض مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بعد أن وجهت إليهم أصابع الاتهام بغسل الأموال من قبل النيابة العامة في الكويت .
اليوم لم نتحدث عنهم بل سنتعمق في عمليات غسل الأموال . لكن قبل ذلك
ماذا يعني غسل الأموال ؟
لا يعني ذلك أخذ المال و غسله حرفياً بالصابون
ببساطة هو أخذ المال غير المشروع و المرتبط بمصادر مشبوهة مثل الدعارة و المخدرات والكحول و التجارة بالأعضاء
وتحويله إلى مال مشروع و نظيف و كأنك غسلته لتبعد عنه القذارة و الشبهات
ينسب مصطلح غسل الأموال إلى أشهر زعيم مافيا في القرن العشرين و هو الأميركي من أصل إيطالي آل كابوني فهو يعتبر الأب الروحي لغسل الأموال و ابتكر طرق سلسلة لتشريع الأموال غير القانونية التي كسبها من الدعارة و القمار و الكحول .
كيف فعل ذلك ؟

اشترى متاجر لغسل الملابس و كان يزوّر الفواتير و المدفوعات التي يدفعها للمغاسل و يضاعفها حتى يدمجها بالأموال الغير مشروعة التي كسبها ،
يعني مثلاً لو بلغ الربح الفعلي لإحدى محلات آل كابوني 1000$دولار شهرياً فإن المبلغ على الفواتير
يكون مختلفاً ويصل إلى 10000$ دولار وبذلك يتم غسل 9000 $دولار لجعلها مشروعة
أما اليوم فطرق غسل الأموال اختلفت قد تكون من خلال مزادات تباع فيها البضائع بأضعاف سعرها الأصلي وتشترى بمال غير مشروع ولا ننسى الجمعيات الخيرية فالبعض يؤسسها لهدف واحد بالتأكيد ليس لمساعدة المحتاجين بل العكس ، لغسل الأموال حيثُ يقوم تجار الممنوعات بالتبرع بمبالغ طائلة للجمعيات مقابل أن يتم غسل هذه الأموال فلنفترض أن تاجر الممنوعات تبرع ب مليون دولار لإحدى الجمعيات ستغسل الجمعية 900 الف دولار مقابل نسبة لأصحابها وتتبرع ب100 الف دولار للفقراء وتسجل أسماءهم على لائحة المستفيدين بمبالغ وهمية يعني على الورق قد يدوّن أن الشخص الواحد حصل على 1000 دولار بينما في الواقع قد يكون حصل على 100 دولار فقط !
و لا تنسى أن تأخُذ بعين الاعتبار أن هذا الأمر لا يمكن تعميمه على جميع المزادات و الجمعيات الخيرية
طرقٌ أخرى لغسل الأموال هي استثمارها في شراء عقارات و سيارات فارهة أو صرفها لعملات دولية كالدولار أو انشاء شركات بشكل قانوني والتعاقد مع مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي بمبالغ خيالية تفوق ما يتم دفعه لمشاهير هوليوود مقابل الترويج لها بعد أن يتم غسل الأموال تودع حصص صغيرة منها بحسابات مختلفة موزعة على عدة بنوك حتى يصعبَ تتبع المال و يُفضل تجار الممنوعات بنوك بعض الدول مثل سويسرا بسبب السرية المصرفية الصارمة التي تطبقها وحجبها تفاصيل عملائها عن حكومات دولهم بحسب قانون المصارف السويسرية الصادر عام 1934 كما لا تشدد هذه البنوك في معرفة مصادر الأموال المودعة ولا ننسى بَنَما ودول جزر الكاريبي هي الأُخرى التي تعد وجهةً جذابة لغسل الأموال بالإضافة لمصارف الأفشور وهي بنوك تقع خارج بلد إقامة المودع و تكون غالباً ببلدان ذات ضرائب منخفضة أو مؤسسات مالية لا تخضع للرقابة الدولية